
تتصاعد مجددًا النقاشات داخل أستراليا حول البحث عن بدائل لاتفاقية AUKUS، في ظل الشكوك المتزايدة حول التزام الولايات المتحدة بتسليم الغواصات النووية الموعودة. يناقش هذا التقرير الخيارات المطروحة كبدائل محتملة والنتائج المتوقعة لكل منها.
تحديات التزام الولايات المتحدة بـ AUKUS
أدى وصول إدارة ترامب الثانية في الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم التزامات واشنطن تجاه تحالفاتها العالمية، حيث تتركز الأنظار حاليًا على الناتو وأوكرانيا. ومع ذلك، فإن الشركاء الأمريكيين في منطقة المحيط الهادئ، ومن بينهم أستراليا، يراقبون عن كثب التغييرات المحتملة في السياسة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بإنفاق الدفاع والتحديات التي تواجه وضعية القوات الأمريكية عالميًا.
تواجه أستراليا معضلة استبدال أسطول غواصاتها القديمة من فئة “Collins” بغواصات نووية عبر اتفاقية AUKUS. وفقًا للاتفاقية، من المفترض أن تتلقى البحرية الملكية الأسترالية (RAN) غواصات نووية من فئة “Virginia” بدءًا من أوائل ثلاثينيات القرن الحالي، إلى أن يتم إنتاج الجيل الجديد من الغواصات “SSN-AUKUS” بالتعاون مع المملكة المتحدة بحلول الأربعينيات.
لكن بعض منتقدي الاتفاقية يشيرون إلى التشريعات الأمريكية التي تمنع أي نقل للغواصات أو إنتاج إضافي لصالح أستراليا إذا كان ذلك يؤثر سلبًا على جاهزية البحرية الأمريكية. ومع تأخر الإنتاج والصيانة عن الجدول الزمني المستهدف، يخشى المشككون أن لا تتمكن الولايات المتحدة من تسليم الغواصات الموعودة، مما قد يؤدي إلى انهيار الاتفاقية.
البدائل المطروحة: هل هناك خطة بديلة؟
1. العودة إلى فرنسا – غواصات “Suffren”
يقترح بعض المحللين العودة إلى خيار الغواصات النووية الفرنسية من فئة “Suffren”، التي تستبدل حالياً غواصات “Rubis” في البحرية الفرنسية. وكانت أستراليا قد اختارت سابقًا نسخة تقليدية من هذه الغواصات تُعرف باسم “Shortfin Barracuda”، لكنها ألغت العقد مع مجموعة “Naval Group” الفرنسية عام 2021 لصالح AUKUS، مما تسبب في توتر سياسي بين البلدين.
ومع ذلك، فإن فرنسا حالياً تركز جهودها على مشاريعها الاستراتيجية الكبرى، مثل تطوير غواصات الردع النووي “SNLE-3G” وحاملة الطائرات النووية الجديدة “PA-NG”، مما يجعل أي طلب أسترالي لغواصات “Suffren” غير مرجح من الناحية العملية.
2. العودة إلى الغواصات التقليدية – خيارات ديزل كهربائي
في حال قررت أستراليا التخلي عن الخيار النووي، هناك عدة خيارات لغواصات تقليدية:
- اليابان (فئة “Soryu” أو “Taigei”): لم تصدر اليابان أي غواصات من قبل، وتعتمد على أسطولها لمواجهة التهديدات الصينية، مما يجعل احتمالية بيعها لأستراليا ضعيفة.
- ألمانيا (فئة “Type 212CD” أو “Type 214”): تواجه ألمانيا طلبًا مرتفعًا على غواصاتها، مما قد يضع أستراليا في مؤخرة قائمة الانتظار.
- كوريا الجنوبية (فئة “KSS-III”): تمتلك القدرة على التسليم السريع، ولكن أي عقد جديد سيحتاج إلى وقت طويل للتنفيذ، مما يجعل الخيار غير كافٍ لسد الفجوة الزمنية بين خروج غواصات “Collins” من الخدمة ووصول البديل الجديد.
3. خيارات أخرى أقل احتمالًا
تشمل البدائل الأخرى غواصات “S-80” الإسبانية أو “Blekinge” السويدية، ولكن كلا البرنامجين يواجهان تحديات تتعلق بقدرات الإنتاج والتسليم في الوقت المناسب.
ماذا لو فشلت AUKUS؟
إذا لم تتمكن AUKUS من تزويد أستراليا بالغواصات النووية في الوقت المناسب، فمن المحتمل أن تواجه البحرية الملكية الأسترالية فجوة تشغيلية خطيرة. ومع استمرار تمديد خدمة غواصات “Collins” القديمة، فإن قدراتها ستتراجع بمرور الوقت.
في غياب بدائل مناسبة، قد تضطر أستراليا إلى زيادة استثماراتها في الطائرات البحرية المضادة للغواصات (ASW) مثل “P-8A Poseidon”، وتعزيز أسطولها السطحي بأنظمة هجومية جديدة، ولكن هذه الحلول لن تعوض تمامًا عن فقدان القدرة التي توفرها الغواصات.
الخلاصة
يبدو أن الوقت قد فات بالفعل على البحث عن “خطة بديلة” ذات جدوى لاستبدال غواصات “Collins”. وفي حال تعثر AUKUS، فإن أستراليا قد تجد نفسها غير قادرة على الحفاظ على قوة غواصاتها، مما قد يضعف موقفها الاستراتيجي في منطقة المحيط الهادئ.