
تراقب أستراليا عن كثب ثلاث سفن حربية تابعة للبحرية الصينية تم رصدها قبالة سواحلها الشرقية، وفقًا لوزير الدفاع الأسترالي.
تم الكشف عن السفن الثلاث—الفرقاطة “Hengyang” من فئة “Jiangkai”، والطراد “Zunyi” من فئة “Renhai”، وسفينة الإمداد “Weishanhu” من فئة “Fuchi”—قبالة شمال شرق ولاية كوينزلاند الأسبوع الماضي، ومنذ ذلك الحين تخضع للمراقبة أثناء إبحارها جنوبًا. ووفقًا لصحيفة فاينانشال تايمز، كانت السفن على بعد حوالي 150 ميلًا بحريًا من سواحل سيدني.
يأتي وجود هذه السفن عقب حادثة وقعت في بحر الصين الجنوبي الأسبوع الماضي، حيث أطلقت مقاتلة صينية قنابل مضيئة أمام طائرة عسكرية أسترالية.
على الرغم من أن السفن لم تدخل المياه الإقليمية الأسترالية—التي تمتد حتى 12 ميلًا بحريًا من الساحل—فإنها توجد داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لأستراليا (200 ميل بحري). ولم يتم انتهاك أي قوانين دولية، حيث أكد الجيش الأسترالي أن مراقبته للأسطول الصيني تعد إجراءً روتينيًا.
وصف وزير الدفاع الأسترالي، ريتشارد مارلز، مرور السفن بأنه “ليس أمرًا غير مسبوق، لكنه غير معتاد”، مشددًا على أن أستراليا “ستراقب كل تحركاتها”.
وأضاف مارلز في مقابلة مع سكاي نيوز: “عند انتهاء هذه المهمة، سنجري تقييمًا شاملاً لفهم طبيعة الأهداف التي كانت تسعى إليها المجموعة البحرية الصينية”.
وأكد أن القوات الجوية والبحرية الأسترالية تراقب تحركات السفن بشكل مستمر.
وفي بيان صادر عن وزارة الدفاع الأسترالية يوم الخميس، أكدت الحكومة أنها “تراقب بشكل روتيني جميع التحركات البحرية في المنطقة الاقتصادية الخالصة والمياه المحيطة بأستراليا”.
وأضاف البيان أن “أستراليا تحترم حقوق جميع الدول في ممارسة حرية الملاحة والتحليق فوق المياه الدولية وفقًا للقانون الدولي، لا سيما اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار”.
يأتي هذا التطور في وقت يزور فيه قائد القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، الأدميرال صامويل بابارو، أستراليا للقاء وزير الدفاع الأسترالي ووزيرة الخارجية بيني وونغ. ومن المقرر أن يجتمع مع رئيس العمليات المشتركة الأسترالي في كانبرا يوم الخميس.
وعندما سُئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جياكون، عن وجود السفن الصينية في المنطقة الاقتصادية الأسترالية، رفض التعليق، مشيرًا إلى أنه “غير مطلع” على التفاصيل.
ووفقًا لتقارير إعلامية صينية سابقة، كانت الفرقاطة والطراد وسفينة الإمداد التابعة للبحرية الصينية تنفذ تدريبات قتالية في منطقة غير محددة من المحيط الهادئ خلال الشهر الماضي.
ويُعتقد أن رحلة هذه السفن على طول الساحل الشرقي لأستراليا هي الأبعد التي قطعتها السفن الحربية الصينية في المنطقة، باستثناء الزيارات العسكرية الرسمية. وكانت الصين قد أرسلت سفنًا حربية إلى ميناء سيدني في عام 2019، لكن تلك الزيارة تمت بالتنسيق مع الحكومة الأسترالية.
يأتي ذلك في ظل تصاعد التوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث صرح الأدميرال بابارو في وقت سابق من هذا الشهر بأن الاستعراضات العسكرية الصينية تجاه تايوان ليست مجرد تدريبات، بل “تجارب تمهيدية” لغزو أو حصار محتمل للجزيرة.
ورغم أن الحكومة الصينية لم تحكم تايوان مطلقًا، فإن بكين تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من أراضيها ولم تستبعد استخدام القوة لضمها. وأضاف بابارو أن الصين أظهرت “نية واضحة وقدرة” على مهاجمة تايوان، مشيرًا إلى أن التدريبات الأخيرة لمحاكاة حصار جوي وبحري على الجزيرة في أكتوبر كانت أحدث مؤشر على هذا التهديد.