شارك مع أصدقائك

 

في خطوة مثيرة للجدل، أشار أحد كبار أعضاء حزب الأحرار إلى احتمال إقالة الوزير السابق للطاقة في ولاية نيو ساوث ويلز، مات كين، من منصبه في هيئة تغيّر المناخ في حال فاز الائتلاف في الانتخابات الفيدرالية القادمة. واعتبر العضو أن الهيئة أصبحت “مسيسة” بشكل كبير، وأكد أن إعادة هيكلتها باتت أمرًا ضروريًا.

تصريحات الائتلاف حول “مسيسة” الهيئة

جاين هيوما، المتحدثة باسم الائتلاف للشؤون المالية، أدلت بهذه التصريحات بعد أن نشرت هيئة تغيّر المناخ تقريرًا حول تأثير الطاقة النووية على انبعاثات أستراليا. التقرير أشار إلى أن تبني الطاقة النووية كأحد مصادر الطاقة في المستقبل قد يؤدي إلى زيادة قدرها مليار طن من الانبعاثات الناجمة عن الكهرباء بحلول عام 2050، مما أثار جدلاً واسعًا.

في هذا السياق، رأت هيوما أن الهيئة قد فقدت استقلاليتها بسبب تصرفاتها السياسية، مشيرة إلى أنه لا يمكن الاحتفاظ بها في صورتها الحالية. وقالت: “لا أعتقد أننا يمكن أن نحتفظ بهيئة تغيّر المناخ التي تم مسيسها بشكل سيء جدًا. ببساطة، لم تعد الهيئة تؤدي الغرض منها في تقديم نصائح مستقلة للحكومة حول سياساتها المتعلقة بتغيّر المناخ”.

رد فعل حزب العمال على التصريحات

من جانب آخر، لم يمر تصريح هيوما مرور الكرام، حيث قام وزير الدولة المساعد في حزب العمال، تيم آيرس، بالرد بقوة على هذه التعليقات. آيرس، الذي جلس إلى جانب مات كين في اجتماع لجنة تقديرات مجلس الشيوخ يوم الإثنين، اعتبر أن الهجوم على الهيئة يمثل سلوكًا غير أسترالي. وقال آيرس: “الرد الذي تقدمه الحكومة البديلة على الانتقادات المستقلة هو التنمر على الناس”، مضيفًا: “هذا أمر غير أسترالي ويظهر عدم احترام كامل للمنظمات المستقلة”.

تعيين مات كين رئيسًا للهيئة يثير الغضب

تجدر الإشارة إلى أن تعيين مات كين رئيسًا لهيئة تغيّر المناخ قد أثار موجة من الغضب بين أعضاء حزب الأحرار. تم تعيين كين في هذا المنصب في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي ووزير الطاقة كريس بوين العام الماضي، وذلك بعد أقل من أسبوع من استقالته من الحياة السياسية في ولاية نيو ساوث ويلز. وقد اعتبر كثيرون أن هذا التعيين يأتي في وقت حساس، مما أضفى طابعًا سياسيًا على الهيئة.

الهدف الفيدرالي لتقليص الانبعاثات

في سياق متصل، أعلن حزب العمال أنه سيكشف عن هدفه لتقليص الانبعاثات بحلول عام 2035 في سبتمبر المقبل. ويأتي هذا الإعلان في وقت حساس، حيث كان الائتلاف قد اتهم حزب العمال في وقت سابق بإخفاء هذا الهدف عن الجمهور. وقد شكل هذا الموضوع جزءًا من النقاش المستمر حول سياسة تغيّر المناخ في أستراليا.

الائتلاف يواصل هجومه على هيئة تغيّر المناخ

في ظل هذه الأحداث، يستمر الائتلاف في انتقاد هيئة تغيّر المناخ، مؤكدًا على ضرورة إعادة هيكلتها لضمان عدم تدخل السياسة في قراراتها. يرى الائتلاف أن الهيئة بحاجة إلى تقديم نصائح مستقلة ودقيقة للحكومة حول قضايا تغيّر المناخ، دون التأثر بالاجندات السياسية.

وفي الختام، يبدو أن الهيئة ستظل محط جدل في الفترة القادمة، حيث تشهد أستراليا نقاشات ساخنة حول كيفية التعامل مع تحديات تغيّر المناخ.