
كان من المفترض أن يكون جوهرة تاج جديدة في أفق مدينة ملبورن الذي يرتفع باستمرار، مكوناً من 102 طابق من الرفاهية العصرية بين الغيوم.
الطموح – برجين، فندق عالمي معروف، وأعلى حديقة عمودية في العالم – كبير بقدر الرقم القياسي الذي يسعى لتجاوزه: أن يصبح أطول مبنى في البلاد.
عند الترحيب بـ»STH BNK» من قبل «بيولا» في ملبورن عام 2023، قالت العمدة السابقة سالي كاب إنها كانت «تطوراً مدهشاً ومثيراً للدهشة» سيحدث «تأثيراً متسلسلاً في نشر الثقة في المدينة وخارجها».
لكن الآن، يخيّم الغموض على مشروع بقيمة 2.7 مليار دولار بعد أن وضعت شركة «بيولا إنترناشونال» ذراعها الخاصة بإدارة المشاريع في الإدارة بعد أن تم ملاحقتها بسبب فواتير غير مدفوعة.
تسعى «بيولا» المدعومة من ماليزيا، والمتخصصة في المشاريع الصديقة للبيئة وعالية المواصفات، بشكل يائس للحصول على حقنة مالية جديدة للحفاظ على استمرار المشروع، بالإضافة إلى مراجعة كيفية خفض التكاليف.
أزمات مالية في أحد أكثر المشاريع السكنية شهرة في البلاد – الذي تم بيع 80% من شققه – أثارت صدمة في صناعة العقارات في الولاية وأدت إلى دعوات للتحرك من قبل أكبر مجموعة تطوير عقاري في البلاد.
قال رئيس جمعية مطوري العقارات الأسترالية، أليكس هوانغ: «إنه أمر مقلق».
وأضاف: «إنه أيضاً ضربة أخرى لسمعة فيكتوريا كأقل الأماكن تفضيلاً لتطوير العقارات».
يهدف المشروع إلى استبدال وكالة سيارات BMW السابقة ببرجين بارتفاع 365 متر و295 متر، يحتويان على أعلى حديقة عمودية في العالم، وفندق فور سيزونز، وفلوت للسيارات الفاخرة مكون من 50 سيارة لسكان المبنى.
اشترت «بيولا» الموقع، الواقع على «ساوث بانك بوليفارد»، في عام 2017 بمبلغ تقريبي قدره 101 مليون دولار.
قامت الشركة بتنظيم مسابقة لتحديد المهندس المعماري للمشروع.
فاز تصميم مشترك من «يون ستوديو» و»كوكس أركيتيكتشر» بالمناقصة، وتم الإعلان عن التصميم الفائز في عام 2018.
حصل المشروع على موافقة مدينة ملبورن في عام 2020.
ثم اشترت «بيولا» موقع «158 سيتي رود» في عام 2021، والذي يضم حالياً مبنى تجاري مكون من سبعة طوابق يُدعى «هاينوفر هاوس»، بنية توسيع المشروع.
أعطت وزيرة التخطيط سونيا كيلكيني الضوء الأخضر للحصول على تصريح معدل لهدم المباني الحالية وبناء الأبراج في «سيتي رود» في عام 2023.
ثم تم الإعلان عن «مالتيبلكس» كشريك بناء للمشروع في 2023.
قالت «بيولا» لوسائل الإعلام في 2023 إنها قد باعت 80% من شققها قبل أن تبدأ البناء.
تراوحت الأسعار المعلنة بين 534,000 دولار و 38 مليون دولار لشقة بنتهاوس.
أدت تكاليف البناء المتزايدة والتوقيت السيئ لمشاريع الإسكان إلى «عاصفة مثالية» لـ «بيولا»، كما يقول الخبراء في الصناعة.
جاء ذلك بعد أن وضعت «بيولا» مدير المشروع في «STH BNK» تحت الإدارة في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن تقدمت شركتا «كوكس أركيتيكتشر» و»يون ستوديو» بطلب لإيقافه.
فيما يتعلق بالضغوط المالية، قال أليكس هوانغ إن «الصناعة العقارية قد واجهت ضغوطاً شديدة نتيجة لتزايد الضرائب على الممتلكات، والتأخيرات في الموافقات، وتكاليف البناء المرتفعة، ونقص اليد العاملة».
وأضاف: «هذا خلق عاصفة مثالية من التحديات، وليس من المستغرب أن تنهار المشاريع الكبيرة والاقتصادية واحدة تلو الأخرى».