شارك مع أصدقائك

شهد سوق الأسهم الأسترالية تراجعًا حادًا في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة، حيث فقد مؤشر S&P/ASX 200 القياسي 2.4%، أي ما يعادل خسارة تقارب 60 مليار دولار أسترالي، وذلك بعد موجة بيع أخرى في وول ستريت الليلة الماضية. وقد أثارت هذه الموجة مخاوف متزايدة بشأن التحولات السياسية غير المستقرة التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتدهور العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وجاء هذا التراجع ليُمحو أكثر من نصف المكاسب التي حققها المؤشر في اليوم السابق، حيث وصل إلى أدنى مستوى له عند 7,524 نقطة قبل أن يستعيد بعضًا من خسائره.

وقد اضطر المستثمرون هذا الأسبوع إلى التعامل مع تقلبات حادة ناجمة عن التغييرات في نظام التعريفات الجمركية الأمريكية، حيث تذبذبت أسعار الأسهم بين موجات متطرفة من الارتياح والخوف.

وبينما حظيت بعض الدول بمهلة من التعريفات الجمركية الضخمة المفروضة عليها، ظل وضع أستراليا، إلى جانب المملكة المتحدة ونيوزيلندا، دون تغيير حيث لا تزال خاضعة للرسوم “الأساسية” الأمريكية البالغة 10%.

وقد أوضح البيت الأبيض الليلة الماضية أن إجمالي التعريفات الجمركية على الصين ارتفع إلى 145% منذ تولي ترامب منصبه.

وعلى صعيد الشركات، خسرت شركة التكنولوجيا الصحية CSL أكثر من 6 مليارات دولار من قيمتها السوقية اليوم الجمعة، وذلك بعد أيام من تهديد ترامب بإزالة الإعفاءات الجمركية عن منتجات الأدوية الأسترالية.

كما تراجعت أسهم شركات إنتاج الغاز وودسايد وسانتوس وبيتش إنرجي بأكثر من 4%، في حين فقدت جميع البنوك الأربعة الكبرى أكثر من 3% من قيمة أسهمها.

وقد ألقت المخاوف بشأن الحرب التجارية بظلالها على شركات التعدين ريو تينتو وبي إتش بي ومينرال ريسورسز، حيث واجهت كل منها خسائر، وإن لم تكن بنفس القدر الذي وصلت إليه في وقت سابق من هذا الأسبوع.

في المقابل، واصلت أسهم شركات تعدين الذهب تعافي قيمتها وكانت من بين أكبر الرابحين صباح اليوم الجمعة. والجدير بالذكر أن صادرات الذهب الأسترالية لا تزال معفاة من التعريفات الجمركية الأمريكية حتى الآن.

ويمثل هذا التراجع يوم الجمعة نهاية أسبوع متقلب للمتداولين بعد خسائر في الأسواق الخارجية، حيث استوعب المستثمرون تدهور الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وفقًا لمحلل ويستباك، مانتاس فاناجاس.

وقال: “لقد حل محل موجة الارتياح التي أعقبت فترة توقف لمدة 90 يومًا بشأن زيادة التعريفات الأمريكية، إدراك بأن سياسة التجارة الأمريكية الحالية بفرض تعريفة بنسبة 145% على الصين ستؤدي حتمًا إلى إضعاف الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير”.

وقالت محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي، ميشيل بولوك، ليلة الخميس، إن طريقًا غير مؤكد ومليء بالتحديات ينتظرنا، وإنه “يمكن توقع تقلبات في الأسواق المالية والاقتصادية مع تطور هذه العملية”.

ولا تزال الأسواق تتوقع أن يقوم بنك الاحتياطي الأسترالي بخفض أسعار الفائدة في كل من الاجتماعات الأربعة المقبلة، على الرغم من أن بولوك لم تعط أي إشارة إلى أن البنك في عجلة من أمره لتخفيف السياسة النقدية.

وقد استعاد الدولار الأسترالي جزءًا كبيرًا من قيمته في الأيام الأخيرة، حيث ظل فوق مستوى 0.62 دولار أمريكي صباح اليوم الجمعة بعد أن هدد بالانخفاض إلى ما دون حاجز 0.59 دولار في وقت سابق من هذا الأسبوع.

المصدر: