اكتشفت جاكلين آنج، وهي شابة تبلغ من العمر 33 عامًا من سنغافورة، حيلة ذكية سمحت لها بالسفر عبر أستراليا لمدة 75 يومًا دون إنفاق أي أموال تقريبًا على الإقامة، مستفيدة من وجود ملايين المنازل التي تحتوي على غرف إضافية غير مستخدمة.

عند وصولها إلى أستراليا، دفعت جاكلين تكلفة ليلة واحدة فقط في نزل، والتي بلغت 47.96 دولارًا، قبل أن تعثر على طريقة مبتكرة للحصول على سكن مجاني عبر منصة Abroadly، وهي منصة ناشئة تتيح للمسافرين الإقامة لدى مضيفين مقابل أداء بعض المهام المنزلية البسيطة.

طوال فترة إقامتها، كانت تقوم بأعمال مثل التنظيف والطهي مقابل الحصول على مكان للمبيت. وبفضل هذه الطريقة، تمكنت من توفير ما يقارب 3,600 دولار خلال رحلتها في أستراليا.

كما أنها قضت بعض الوقت في مزرعة ريفية كبيرة مع مسافرين آخرين، حيث كانت تساعد في الأعمال الزراعية لبضع ساعات يوميًا، بينما استمتعت ببقية اليوم كسيّاحة. وقالت عن تجربتها:
“كنت أعمل حوالي ثلاث إلى أربع ساعات يوميًا، ثم أقضي بقية اليوم في استكشاف الأماكن. شعرت بالأمان الشديد … الأستراليون ودودون جدًا!”

منصة Abroadly: حل مبتكر للسكن المجاني

تأسست منصة Abroadly خلال جائحة كورونا لمساعدة المسافرين والطلاب الدوليين العالقين في أستراليا على العثور على أماكن إقامة. بدأت المبادرة كمجموعة على فيسبوك تحت اسم “تبنَّ مسافرًا”، وسرعان ما لاقت رواجًا واسعًا حيث فتح الآلاف من الأستراليين أبوابهم للضيوف.

مع توسع المنصة، تحولت إلى موقع إلكتروني وتطبيق يتيح للمسافرين البحث عن مضيفين والعكس. تضم المنصة الآن قرابة 2000 مضيف، معظمهم في كوينزلاند وغرب أستراليا ونيو ساوث ويلز وفيكتوريا.

تتمتع Abroadly بنظام تحقق صارم لضمان سلامة المستخدمين، حيث يخضع جميع المضيفين لإجراءات تحقق من الهوية وتدقيق أمني. كما توفر المنصة خيار “المضيفات فقط”، مما يمنح المسافرات مزيدًا من الأمان أثناء اختيار أماكن الإقامة.

فوائد متبادلة للمضيفين والمسافرين

معظم المضيفين هم من الأسر التي انتهى بها الأمر بغرف فارغة بعد مغادرة الأبناء من المنزل. يحب هؤلاء المضيفون استقبال المسافرين الشباب والاستفادة من مهاراتهم المتنوعة، مثل القيام بأعمال الصيانة، طلاء المنازل، العناية بالحدائق، وحتى مجالسة الحيوانات الأليفة.

يقول ميغيل فونتيس، أحد مؤسسي Abroadly:
“سمعنا عن مضيف كان لديه ضيفان قاما بطلاء منزله خلال فترة إقامتهما! حتى أن بعض المسافرين حصلوا على فرص فريدة، مثل العيش في قصر فاخر لمدة أسابيع مقابل العناية به!”

وأضاف أن هذه التجربة توفر فائدة مزدوجة، حيث يستفيد المسافرون من السكن المجاني ويوجهون أموالهم نحو دعم الاقتصاد المحلي عبر تناول الطعام في المطاعم والمشاركة في الجولات السياحية.

حل مستدام لأزمة السكن

تشير الإحصائيات إلى أن أستراليا تمتلك 13 مليون غرفة نوم غير مستغلة، وإذا تم استخدام حتى 1% منها، فسيكون لذلك تأثير إيجابي في تخفيف أزمة الإيجارات، مما يجعل هذا النموذج بديلاً مستدامًا للإيجارات قصيرة الأجل التقليدية.

مع تزايد شعبية المنصة، يبدو أن المزيد من الأستراليين مستعدون لفتح أبوابهم للمسافرين، مما يخلق تجربة غنية ومجزية للطرفين.

المصدر: