
أعرب إلبريدج كولبي، المرشح لمنصب وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون السياسة في إدارة دونالد ترامب، عن قلقه بشأن صفقة بيع الغواصات لأستراليا بموجب اتفاق “أوكوس”، معتبرًا أن هذه الخطوة قد تشكل “مشكلة صعبة للغاية” وتعرض البحارة الأمريكيين للخطر.
وأكد كولبي، الذي يشغل المرتبة الثالثة في وزارة الدفاع الأمريكية، في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أنه لا يزال “متشككًا” بشأن اتفاق “أوكوس”. وأشار إلى أن بيع الغواصات لأستراليا قد يجعل البحارة الأمريكيين “عرضة للخطر” لأن الغواصات قد لا تكون “في المكان المناسب في الوقت المناسب”.
مخاوف من تصاعد الصراع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ
رغم تأكيده على أن أستراليا تعد “حليفًا رئيسيًا” للولايات المتحدة، شدد كولبي على أهمية امتلاكها غواصات هجومية. لكنه أوضح أن هناك “تهديدًا حقيقيًا جدًا” لنشوب صراع في السنوات القادمة، خاصة في ما يُعرف بـ”سلسلة الجزر الأولى”، التي تشمل تايوان واليابان والفلبين وبورنيو.
وأضاف: “الغواصات الهجومية الأمريكية ضرورية تمامًا لجعل الدفاع عن تايوان خيارًا واقعيًا وفعالًا. إذا استطعنا إنتاجها بأعداد كافية وسرعة مناسبة، فسيكون ذلك جيدًا. ولكن إذا لم نستطع، فإن تزويد أستراليا بها يصبح مشكلة خطيرة، لأننا لا نريد أن يكون جنودنا في موقف أضعف وأكثر خطورة”.
تحديات الإنتاج واتفاق “أوكوس”
تم توقيع اتفاق “أوكوس” عام 2021، وينص على بيع الولايات المتحدة لأستراليا من ثلاث إلى خمس غواصات هجومية من طراز “فرجينيا”، على أن يتم تسليم الأولى في عام 2032، لتحل محل الغواصات الأسترالية القديمة من طراز “كولينز”. غير أن الاتفاق يشترط أن يوافق الرئيس الأمريكي على أي عملية بيع، بعد التأكد من أن ذلك لن يؤثر على قدرات البحرية الأمريكية.
حاليًا، تمتلك الولايات المتحدة 49 غواصة هجومية، أي أقل بنسبة 25% من الهدف المحدد، كما أن معدل إنتاجها أقل بكثير مما هو مطلوب لتلبية احتياجاتها. وأكد تقرير صادر عن الكونغرس الأمريكي أن تلبية هذا الشرط “ضئيلة للغاية”.
في 8 فبراير، دفعت أستراليا 500 مليون دولار أمريكي للولايات المتحدة كدفعة أولى ضمن التزامها بدفع 3 مليارات دولار لدعم صناعة بناء السفن الأمريكية. لكن تقريرًا صدر في 11 فبراير أشار إلى بطء عمليات التصنيع، حيث تحتاج البحرية الأمريكية إلى بناء 2.3 غواصة سنويًا لتلبية احتياجاتها، لكنها تنتج حاليًا 1.2 غواصة فقط سنويًا.
بدائل مقترحة لتعزيز التعاون الدفاعي
طرح التقرير خيارًا بديلًا يتمثل في عدم بيع أي غواصات لأستراليا، بل تشغيل الغواصات الأمريكية من القواعد الأسترالية تحت القيادة الأمريكية. وبموجب هذا الاقتراح، سيتم بناء ما يصل إلى ثماني غواصات إضافية من طراز “فرجينيا”، لكنها ستظل ضمن الخدمة الأمريكية، بينما تستثمر أستراليا في قدرات عسكرية أخرى، مثل الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة والقاذفات.
دعوة لزيادة الإنفاق الدفاعي الأسترالي
حث كولبي أستراليا على زيادة إنفاقها الدفاعي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي، مشيرًا إلى أن “أستراليا تواجه تحديًا أكبر بكثير من الصين مقارنة بدول الناتو”. ورد وزير الدفاع الأسترالي، ريتشارد مارلز، بأن الحكومة الأسترالية رفعت الإنفاق الدفاعي إلى مستويات قياسية، حيث سيصل إلى 56 مليار دولار هذا العام (2.02% من الناتج المحلي الإجمالي)، مع التزام الحكومة برفعه إلى 100 مليار دولار بحلول 2033-2034، ما يعادل 2.4% من الناتج المحلي الإجمالي.
إعادة إحياء صناعة بناء السفن الأمريكية
أكد ترامب في خطاب له أمام الكونغرس هذا الأسبوع عزمه “إحياء صناعة بناء السفن الأمريكية” من خلال إنشاء “مكتب لبناء السفن” داخل البيت الأبيض. وقال: “سنبنيها بسرعة كبيرة وفي أقرب وقت ممكن”.